ابنة خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم و كيف كان صلى الله عليه وسلم يوجه اولاده ويتعامل معهم؟وكيف نقتدي بهديه عليه الصلاة والسلام في تعاملنا مع أولادنا؟.. فأبناؤنا وبناتنا هم أكبادنا تمشي على الأرض.. إن هبت الريح على بعض لم تشبع العين من الغمض.. جلستنا لهذه الليلة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم "زينب الكبرى" وقد لقبت بالكبرى؛؛ لأنها أكبر بناته عليه الصلاة والسلام.
وتمييزا لها عن زينب بنت فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.. نعود إلى الوراء إلى اليوم الذي ولدت فيه "أم المؤمنين خديجة بنت خويلد" ابنتها "زينب" وقد جرى خلاف بين العلماء حول البكر من أولاد النبي صلى الله عليه وسلم .. هل هو القاسم؟ أم زينب؟ ولكن ما لا اختلاف فيه أن القاسم على فرض ولادته قبل زينب لم يلبث إلا قليلا حتى توفى وهو في المهد صبيا.
إذن كانت ولادة زينب على الأرجح في وقت لم يكن لدى الزوجين الحبيبين ولد آخر.. يحلو لنا هنا أن نتساءل.. كيف استقبل الزوجان هذه الأنثى؟ قد يستغرب البعض هذا التساؤل ويقولون طبعا بالفرح والسرور والولائم والاحتفالات.. أقول هذا ما حدث فعلا فقد فرح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وزوجته خديجة بتلك المولودة أشد الفرح.. ذبحت الذبائح احتفالا بمولدها،، ولكن هذا الفرح بولادة الأنثى تم على خلاف ما كان شائعا في الجزيرة العربية آنذاك من كراهية الإناث وحب الذكور،، فقد كان العرب يعتقدون أن المرأة المنجبة في عرفهم هي التي تلد ثلاثة بنين فأكثر،، ولا يعتبرونها منجبة ولو ولدت خمسين بنتا وأكثر من خمسين،، كراهية العرب آنذاك للأنثى ذكرها القرآن الكريم على سبيل الذم والقدح فقال: { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) } قد تكون كراهية العرب للأنثى ومحبتهم للذكور ناتجة عن ظروف الحياة الصعبة التي كانوا يقاسونها في جزيرة العرب.. فالأنثى لا تحمل السلاح ولا تحارب لا ترد طمع الطامعين.. بل هي مطمع للأعداء المغيرين يسبونها ويسترقونها فتورث قبيلتها ذل العمر وعار الأبد.. كل هذا دفع بعض عرب الجاهلية إلى الشطط في هذه الكراهية لدرجة دفعتهم إلى وأد البنات وهن أحياء.. والمدهش في هذا أن بعضهم كان يدعي أنه وئد ابنته رحمة بها وشفقة عليها مما قد يخبأه لها الدهر من مآسي ومخازي.
قال أحد الشعراء:
أحب بنيتي وودت أني ** دفنت بنيتي في قاع لحدي
وما أن تهون علي لكن ** أخاف بأن تذوق الذل بعدي
فإن زوجتها رجلا فقيرا ** أراها عنده والهم عندي
وإن زوجتها رجلا غنيا ** فيلطم خدها ويسب جدي
سألت الله يأخذها قريبا ** ولو كانت أحب الناس عندي